کد مطلب:90529 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:157
قُدْرَتُهُ بَانَ بِهَا مِنَ الأَشْیَاءِ، وَ بَانَتِ الأَشْیَاءُ بِهَا مِنْهُ، فَلَیْسَتْ لَهُ صِفَةٌ تُنَالُ، وَ لا حَدٌّ یُضْرَبُ لَهُ فیهِ الأَمْثَالُ. كَلَّ دُونَ صِفَاتِهِ تَعْبیرُ[1] اللُّغَاتِ، وَ ضَلَّتْ هُنَالِكَ تَصَاریفُ الصِّفَاتِ، وَ حَارَتْ دُونَ مَلَكُوتِهِ عَمیقَاتُ مَذَاهِبِ التَّفْكیرِ، وَ انْقَطَعَتْ دُونَ الرُّسُوخِ فی عِلْمِهِ جَوَامِعُ التَّفْسیرِ، وَ حَالَتْ دُونَ غَیْبِهِ الْمَكْنُونِ حُجُبُ الْغُیُوبِ، وَ تَاهَتْ فی أَدْنی أَدَانیهَا طَامِحَاتُ الْعُقُولِ فی لَطیفَاتِ الأُمُورِ[2]. فَتَبَارَكَ اللَّهُ الَّذی لا یَبْلُغُهُ[3] بُعْدُ الْهِمَمِ، وَ لا یَنَالُهُ حَدْسُ[4] الْفِطَنِ. وَ تَعَالَی اللَّهُ الَّذی لَیْسَ لَهُ نَعْتٌ مَوْجُودٌ، وَ لا وَصْفٌ مَحْدُودٌ، وَ لا وَقْتٌ مَعْدُودٌ، وَ لا أَجَلٌ مَمْدُودٌ. وَ سُبْحَانَ[5] الأَوَّلِ الَّذی لا أَوَّلَ لَهُ فَیَبْتَدی[6]، وَ لا غَایَةَ لَهُ فَیَنْتَهی، وَ لا آخِرَ لَهُ فَیَنْقَضی[7]. [صفحه 412] فَسُبْحَانَهُ، هُوَ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ، وَ الْوَاصِفُونَ لا یَبْلُغُونَ نَعْتَهُ[8]. حَدَّ الأَشْیَاءَ كُلَّهَا بِعِلْمِهِ عِنْدَ خَلْقِهِ إِیَّاهَا إِبَانَةً لَهَا مِنْ شَبَهِهِ، وَ إِبَانَةً لَهُ مِنْ شَبَهِهَا[9]. لَمْ یَحْلُلْ فِی الأَشْیَاءِ فَیُقَالُ: هُوَ فیهَا كَائِنٌ، وَ لَمْ یَنْأَ[10] عَنْهَا فَیُقَالُ: هُوَ مِنْهَا بَائِنٌ، وَ لَمْ یَخْلُ مِنْهَا فَیُقَالُ لَهُ: أَیْنَ، وَ لكِنَّهُ سُبْحَانَهُ أَحَاطَ بِهَا عِلْمُهُ، وَ أَتْقَنَهَا صُنْعُهُ، وَ ذَلَّلَهَا أَمْرُهُ، وَ أَحْصَاهَا حِفْظُهُ. لَمْ تَعْزُبْ عَنْهُ خَفِیَّاتُ غُیُوبِ الْمَدی، وَ لا غَوَامِضُ مَكْنُونِ ظُلَمِ الدُّجی، وَ لا مَا فِی السَّموَاتِ الْعُلی إِلَی الأَرَضینَ السُّفْلی. لِكُلِّ شَیْ ءٍ مِنْهَا حَافِظٌ وَ رَقیبٌ، وَ كُلُّ شَیْ ءٍ مِنْهَا بِشَیْ ءٍ مُحیطٌ، وَ الْمُحیطُ بِمَا أَحَاطَ بِهِ مِنْهَا هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ. هُوَ الَّذی لا[11] تُغَیِّرْهُ صُرُوفُ الأَزْمَانِ، وَ لَمْ یَتَكَأَّدْهُ صُنْعُ شَیْ ءٍ كَانَ، إِنَّمَا قَالَ لِمَا شَاءَ أَنْ یَكُونَ: كُنْ، فَكَانَ، بِلا ظَهیرٍ عَلَیْهِ وَ لا أَعْوَانٍ. إِبْتَدَعَ مَا خَلَقَ عَلی غَیْرِ[12] مِثَالٍ سَبَقَ، وَ لا تَعَبٍ وَ لا نَصَبٍ، وَ لا عَنَاءٍ وَ لا لَغَبٍ. وَ كُلُّ صَانِعِ شَیْ ءٍ فَمِنْ شَیْ ءٍ صَنَعَ، وَ اللَّهُ لاَ مِنْ شَیْ ءٍ صَنَعَ مَا صَنَعَ. وَ كُلُّ عَالِمٍ فَمِنْ بَعْدِ جَهْلٍ تَعَلَّمَ، وَ اللَّهُ لَمْ یَجْهَلْ وَ لَمْ یَتَعَلَّمْ. أَحَاطَ بِالأَشْیَاءِ كُلِّهَا قَبْلَ كَوْنِهَا عِلْماً، فَلَمْ یَزْدَدْ بِتَكْوینِهِ إِیَّاهَا[13] خُبْراً، عِلْمُهُ بِهَا قَبْلَ أَنْ یُكَوِّنَهَا كَعِلْمِهِ بِهَا بَعْدَ تَكْوینِهَا. لَمْ یُكَوِّنْهَا لِتَشْدیدِ سُلْطَانٍ، وَ لا لِخَوْفٍ مِنْ زَوَالٍ وَ لا نُقْصَانٍ، وَ لاَ اسْتِعَانَةٍ عَلی ضِدٍّ مُثَاوِرٍ، وَ لا نِدٍّ مُكَاثِرٍ[14]، لكِنْ خَلائِقُ مَرْبُوبُونَ، وَ عِبَادٌ دَاخِرُونَ. [صفحه 413] فَسُبْحَانِ الَّذی[15] لَمْ یَؤُدْهُ خَلْقُ مَا ابْتَدَأَ، وَ لا تَدْبیرُ مَا ذَرَأَ، وَ لا وَقَفَ بِهِ عَجْزٌ عَمَّا خَلَقَ[16]. خَلَقَ مَا عَلِمَ، وَ عَلِمَ مَا أَرَادَ[17]، لا بِالتَّفْكیرِ فی عِلْمٍ حَادِثٍ أَصَابَ مَا خَلَقَ، وَ لا وَلَجَتْ عَلَیْهِ شُبْهَةٌ فیمَا قَضی وَ قَدَّرَ، بَلْ قَضَاءٌ مُتْقَنٌ، وَ عِلْمٌ مُحْكَمٌ، وَ أَمْرٌ مُبْرَمٌ. تَوَحَّدَ بِالرُّبُوبِیَّةِ، وَ خَصَّ نَفْسَهُ بِالْوَحْدَانِیَّةِ، فَلَبِسَ الْعِزَّ وَ الْكِبْرِیَاءَ، وَ اسْتَخْلَصَ الْحَمْدَ وَ الثَّنَاءَ، وَ اسْتَكْمَلَ الْمَجْدَ وَ السَّنَاءَ، فَانْفَرَدَ بِالتَّوْحیدِ، وَ تَوَحَّدَ بِالتَّمْجیدِ، وَ عَظُمَ عَنِ الشَّبیهِ، فَجَلَّ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالی عَنِ اتِّخَاذِ الأَبْنَاءِ، وَ تَطَهَّرَ وَ تَقَدَّسَ عَنْ مُلامَسَةِ النِّسَاءِ، وَ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ مُجَاوَرَةِ الشُّرَكَاءِ. فَلَیْسَ لَهُ فیمَا خَلَقَ نِدٌّ، وَ لا لَهُ فیمَا مَلَكَ ضِدٌّ، وَ لَمْ یَشْرَكْ فی مُلْكِهِ أَحَدٌ. كَذَلِكَ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ، الْمُبیدُ لِلأَبَدِ، وَ الْوَارِثُ لِلأَمَدِ، الَّذی لَمْ یَزَلْ وَ لا یَزَالُ وَحْدَانِیّاً أَزَلِیّاً، قَبْلَ بَدْءِ الدُّهُورِ، وَ بَعْدَ صَرْفِ الأُمُورِ. اَلَّذی لا یَبیدُ وَ لا یَنْفَدُ[18]. اَلْمَأْمُولُ مَعَ النِّقَمِ، وَ الْمَرْهُوبُ مَعَ النِّعَمِ. فَتَعَالَی اللَّهُ الْعَلِیُّ الأَعْلَی[19]، الْبَاطِنُ لِكُلِّ خَفِیَّةٍ، وَ الْحَاضِرُ لِكُلِّ سَریرَةٍ[20]، الْعَالِمُ بِمَا تُكِنُّ الصُّدُورُ، وَ مَا تَخُونُ الْعُیُونُ، لا كَمُشَاهَدَةِ شَیْ ءٍ مِنَ الأَشْیَاءِ. مَلَكَ السَّموَاتِ الْعُلی وَ الأَرَضینَ السُّفْلی، وَ أَحَاطَ بِجَمیعِ الأَشْیَاءِ عِلْماً، فَعَلاَ الَّذی دَنَا، وَ دَنَا الَّذی عَلا، وَ لَهُ الْمَثَلُ الأَعْلی، وَ الأَسْمَاءُ الْحُسْنی، تَبَارَكَ وَ تَعَالی. [صفحه 414] بِذَلِكَ أَصِفُ رَبّی، فَلا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، مِنْ عَظیمٍ مَا أَعْظَمَهُ، وَ جَلیلٍ مَا أَجَلَّهُ، وَ عَزیزٍ مَا أَعَزَّهُ، وَ تَعَالی عَمَّا یَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبیراً[21]. نَحْمَدُهُ عَلی مَا أَخَذَ وَ أَعْطی ، وَ عَلی مَا أَبْلی وَ ابْتَلی. وَ نَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ غَیْرُهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ نَجیبُهُ وَ بَعیثُهُ، شَهَادَةً یُوَافِقُ فیهَا السِّرُّ الاِعْلانَ، وَ الْقَلْبُ اللِّسَانَ. أَیُّهَا النَّاسُ[22]، إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالی بَعَثَ رَسُولاً هَادِیاً، بِكِتَابٍ نَاطِقٍ، وَ أَمْرٍ قَائِمٍ، لا یَهْلِكُ عَنْهُ إِلاَّ هَالِكٌ. وَ إِنَّ الْمُبْتَدَعَاتِ وَ الْمُشَبَّهَاتِ هُنَّ الْمُهْلِكَاتُ الْمُرْدِیَاتُ[23] إِلاَّ مَا حَفِظَ[24] اللَّهُ مِنْهَا. وَ إِنَّ فی سُلْطَانِ اللَّهِ عِصْمَةً لأَمْرِكُمْ، فَأَعْطُوهُ طَاعَتَكُمْ غَیْرَ مُلَوَّمَةٍ[25]، وَ لا مُسْتَكْرَهٍ بِهَا[26]. أَیْهَا النَّاسُ، إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِهذَا الأَمْرِ أَقْوَاهُمْ عَلَیْهِ، وَ أَعْلَمَهُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ فیهِ، وَ أَعْمَلَهُمْ بِهِ، فَإِنْ شَغَبَ شَاغِبٌ اسْتُعْتِبَ، فَإِنْ[27] أَبی قُوتِلَ. وَ لَعَمْری لَئِنْ كَانَتِ الإِمَامَةُ لا تَنْعَقِدُ حَتَّی تَحْضُرَهَا عَامَّةُ النَّاسِ، فَمَا إِلی ذَلِكَ سَبیلٌ، وَ لكِنَّ أَهْلَهَا یَحْكُمُونَ عَلی مَنْ غَابَ عَنْهَا، ثُمَّ لَیْسَ لِلشَّاهِدِ أَنْ یَرْجِعَ، وَ لا لِلْغَائِبِ أَنْ یَخْتَارَ. وَ قَدْ فُتِحَ بَابُ الْحَرْبِ بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَ أَهْلِ الْقِبْلَةِ، وَ لاَ یَحْمِلُ هذَا الْعَلَمَ إِلاَّ أَهْلُ الْبَصَرِ وَ الصَّبْرِ وَ الْعِلْمِ بِمَوَاضِعِ الْحَقِّ. أَلاَ وَ إِنّی حَامِلُكُمْ عَلی مَنْهَجِ نَبِیِّكُمْ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ، وَ مُنَفِّذٌ فیكُمْ مَا أُمِرْتُ بِهِ مَا اسْتَقَمْتُمْ لی، وَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانْ. [صفحه 415] أَلاَ إِنَّ مَوْضِعی مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ كَمَوْضِعی مِنْهُ أَیَّامَ حَیَاتِهِ[28]، فَامْضُوا لِمَا تُؤْمَرُونَ بِهِ، وَقِفُوا عِنْدَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ، وَ لا تَعْجَلُوا فی أَمْرٍ حَتَّی تَتَبَیَّنُوا، فَإِنَّ لَنَا مَعَ كُلِّ أَمْرٍ تُنْكِرُونَهُ غِیَراً. [ أَلا ] إِنَّ آخِرَ هذَا الأَمْرِ لا یَصْلُحُ إِلاَّ بِمَا صَلَحَ [ بِهِ ] أَوَّلُهُ، فَقَدْ رَأَیْتُمْ عَوَاقِبَ قَضَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلی مَنْ مَضی مِنْكُمْ، فَانْصُرُوا اللَّهَ یَنْصُرْكُمْ، وَ یُصْلِحْ أَمْرَكُمْ[29]. وَ اللَّهِ لَتَفْعَلُنَّ، أَوْ لَیَنْقُلَنَّ اللَّهُ عَنْكُمْ سُلْطَانَ الإِسْلامِ، ثُمَّ لا یَنْقُلُهُ إِلَیْكُمْ أَبَداً حَتَّی یَأْرِزَ الأَمْرُ إِلی غَیْرِكُمْ. أَلا وَ إِنّی أُقَاتِلُ رَجُلَیْنِ: رَجُلاً ادَّعی مَا لَیْسَ لَهُ. وَ آخَرَ مَنَعَ الَّذی عَلَیْهِ. إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ لِظَالِمِ هذِهِ الأُمَّةِ الْعَفْوَ وَ الْمَغْفِرَةَ، وَ جَعَلَ لِمَنْ لَزِمَ الأَمْرَ وَ اسْتَقَامَ الْفَوْزَ وَ النَّجَاةَ، فَمَنْ لَمْ یَسَعْهُ الْحَقُّ أَخَذَ بِالْبَاطِلِ. أَلا وَ[30] إِنَّ هؤُلاءِ[31] قَدْ تَمَالَؤُوا عَلی سَخْطَةِ[32] إِمَارَتی، وَ دَعَوُا النَّاسَ إِلی مُخَالَفَتی[33]، وَ إِنَّمَا طَلَبُوا هذِهِ الدُّنْیَا حَسَداً لِمَنْ أَفَاءَهَا اللَّهُ عَلَیْهِ فَأَرَادُوا رَدَّ الأُمُورِ عَلی أَدْبَارِهَا. وَ سَأَصْبِرُ مَا لَمْ أَخَفْ عَلی جَمَاعَتِكُمْ، وَ أَكُفُّ إِنْ كَفُّوا، وَ أَقْتَصِرُ عَلی مَا بَلَغَنی عَنْهُمْ[34]. فَإِنَّهُمْ إِنْ تَمَّمُوا عَلی فَیَالَةِ هذَا الرَّأْیِ انْقَطَعَ نِظَامُ الْمُسْلِمینَ، وَ مَا كَانَ عَلَیْهِمْ فینَا مَؤُونَةٌ[35]. [صفحه 416]
بِسمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ الْوَاحِدِ الأَحَدِ، الْفَرْدِ الصَّمَدِ، الَّذی لا مِنْ شَیْ ءٍ كَانَ، وَ لا مِنْ شَیْ ءٍ خَلَقَ مَا كَانَ.
صفحه 412، 413، 414، 415، 416.
و نهج البلاغة الثانی للحائری ص 10. باختلاف یسیر. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 15. و نهج السعادة ج 2 ص 348. و نهج البلاغة الثانی ص 10. و مستدرك كاشف الغطاء ص 15. و نهج السعادة ج 2 ص 348. و نهج البلاغة الثانی ص 10. و نهج السعادة ج 2 ص 348. و نهج البلاغة الثانی ص 10. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 15. و نهج السعادة ج 2 ص 348. و نهج البلاغة الثانی ص 10. باختلاف بین المصادر. و ورد و خلق ما علم فی العقد الفرید ج 4 ص 164. و الكافی ج 1 ص 136. و التوحید ص 43. و نهج السعادة ج 2 ص 352. و نهج البلاغة الثانی ص 11. باختلاف یسیر بین المصادر. باختلاف بین المصادر.